قليلون هم الذين يعرفون شيئا عن القديس الأنبا هرمينا السائح، ومع البدء في إنشاء كنيسة القديسين جوارجيوس والأنبا أنطونيوس بمصر الجديدة في سنة 1974، وضع رئيس مجلس الكنيسة [ الشماس المتنيح يوسف سلامة ] في قلبه أن يبنى مذبحا في الكنيسة على أسم هذا القديس، فهو شيع بلدته عزبة الأقباط مركز البدارى أسيوط – التي تبعد مسافة كيلومترين عن الدير الذي يحمل أسم القديس .
وقد قام قداسة البابا الأنبا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية – أدامه الرب ذخرا وبركة للكنيسة – بتدشين مذبح بالكنيسة على أسم السيدة العذراء والأنبا هرمينا السائح في 12 ديسمبر 1991، وبدون قصد أو ترتيب بشرى جاء يوم التدشين موافقا ليوم 2 كيهك وهو عيد نياحة القديس الأنبا هرمينا في إشارة واضحة من السماء إلى مشيئة الله من جهة وجود مذبح على أسمه في هذه الكنيسة وإلى أن القديسين وإن عاشوا في الأرض مجهولين من الناس لكنهم معروفون من الله ومكرمون وممجدون منه . فهو الذي قال: أكرم الذين يكرموننى"، ولقد كانت هذه أولى معجزات القديس في هذه الكنيسة .
إن سير القديسين أمثلة في الإيمان الحي، فتقدم لنا أمثلة في الجهاد والنسك والفضائل ينبغي أن نتعلم منها ونقتدي بها ولا تقتصر قراءتنا لها على مجرد المعرفة، كما قال الأب المتوحد مار إسحق السريانى" شهية جدا هي أخبار القديسين في مسامع الودعاء كالماء للغروس الجدد فلتكن مرسومة عندك صورة تدبير الله مع القدماء كالأدوية الكريمة للعين الضعيفة، وأحفظ ذكرهم عندك في أوقات النهار واهذ فيهم وتفكر لتتحكم منهم" .
حياة أبينا القديس الأنبا هرمينا السائح من هذه الأمثلة الحية والقمم العالية في النسك والقداسة والفضائل وكما كانت حياته كالسراج المضيء في عصره هكذا تكون في هذه الأيام كقول الرب له "طوباك يا مختارى هرمينا الذي تاجر بالوزنات فربح أضعافا ها أنا أجعل أسمك شائعا في المسكونة كلها .. وتذكارك لن ينقطع بين الأخوة وسوف أظهر اسمك وسيرتك في الأيام الأخيرة" .